استأجر رجل قوما، فاشتغلوا وعملوا، ولما فرغوا من شغلهم جاؤوا إليه فأعطاهم أجرهم، وكان فيهم رجل اشتغل معهم، ولكنه لم يأخذ أجره وتركه وذهب.

وكان الرجل كريما أمينا، فلم يأكل أجرته، ولم ينتفع بها، وخاف الله ووضعها في التجارة، وثمرها وأثمرت الأجرة كثيرا، وكثرت منها الأموال.

وبعد حين جاءه الأجير وهو خائف أن لا يعرفه الرجل، فقد طالت المدة، ومضى زمن كثير، وماذا يفعل المسكين إن لم يعرفه الرجل أو نسي قصته.

جاء الأخير وهو لا يطمع إلا في أجرته القليلة دراهم معدودة، وإذا جحدها الرجل ولم يدفعها رجع خائبا.

ولكنه جاءه لأنه يحتاج إلى هذه الدراهم، فقال: يا عبد الله! أدي إلي أجري، فما جحد الرجل وما أنكر، بل قال: كل ما ترى من الإيل والبقر والغنم والرقيق من أجرك.

دهش الرجل وتحير وظن أنه يستهزئ به، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي.

قال الرجل: لا أستهزئ بك، فكل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق لك، فإني قد وضعت أجرتك في التجارة، وثمرتها وأثمرت لهذه الإبل والبقر والغنم والرقيق.

فأخذ الأجير الإبل والبقر والغنم والرقيق ولم يترك منها شيئا.

وقد رضي الله عنه على هذه الأمانة والوفاء والكرم.

وقد وقع هذا الرجل الأمين مرة في غار، وانطبقت عليه صخرة، فلما يئس من الحياة دعا الله بهذا العمل الصالح، وقال: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فاكشف عنا هذه الصخرة، فأجاب الله دعوته وأعانه.

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

eleven − 7 =

You May Also Like
Read More

نزهة و طبخ

كان يوم الثلاثاء الماضي يوم عطلة في المدرسة جاء إلي داود صباحا وقال اليوم يوم العطلة ، ألا…
Read More

هذه مدرستي

اليوم أريد أن أحكي لكم عن مدرستي. مدرستي كبيرة وجميلة. لها جدار أزرق وأبواب كثيرة. في مدرستي حديقة…
Read More

أَيْنَ خَالِدٌ؟

في يوم مشمس، كان خالد يلعب في الحديقة. كان يركض ويضحك مع أصدقائه. وفجأة، اختفى خالد. بدأ أصدقاؤه…